المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ".
الحديث
|
|
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ".
|
|
شرح الحديث
(من
كتاب: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها, للشيخ محمد ناصر الدين
الالبانى)
|
|
هذا
وإن من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين واستثمارهم الأرض استثمارا يساعدهم على تحقيق الغرض، وتنبىء عن أن لهم مستقبلا
باهرا حتى من الناحية الاقتصادية والزراعية قوله صلى الله عليه
وسلم:
" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ". رواه مسلم (3 / 84) وأحمد (2 / 703 و 417) والحاكم (4 / 477) من حديث أبي هريرة. وقد بدأت تباشير هذا الحديث تتحقق في بعض الجهات من جزيرة العرب بما أفاض الله عليها من خيرات وبركات وآلات ناضحات تستنبط الماء الغزير من بطن أرض الصحراء وهناك فكرة بجر نهر الفرات إلى الجزيرة كنا قرأناها في بعض الجرائد المحلية فلعلها تخرج إلى حيز الوجود، وإن غدا لناظره قريب. هذا ومما يجب أن يعلم بهذه المناسبة أن قوله صلى الله عليه وسلم:
" لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر
منه حتى تلقوا ربكم ".
رواه البخاري في " الفتن " من حديث أنس مرفوعا. فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها مثل أحاديث المهدي ونزول عيسى عليه السلام فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه بل هو من العام المخصوص، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه فيقعوا في اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقا. |
|
فتاوى من موقع الاسلام سؤال وجواب
(موقع
الإسلام سؤال وجواب موقع دعوي، علمي، تربوي، يهدف إلى تقديم الاستشارات والإجابات
العلمية المؤصلة بشكل وافر وميسر، ويقوم بالإشراف على هذه الإجابات الشيخ محمد
صالح المنجد حفظه الله)
|
|
السؤال
ماذا يقول القرآن والإسلام في المشكلة الكبيرة جدّاً في العالم كله ، والمسمَّاة بـ " ارتفاع درجة حرارة الأرض " ؟ يقولون : إن ثلوج العالم ستنصهر خلال عدة عقود ، مما سيكون له تأثيرات خطيرة ، هل ذكر شيء في القرآن والإعجاز العلمي فيه عن هذا الأمر ؟
نص الجواب
الحمد لله
مشكلة " الاحتباس الحراري " تعد من أبرز مشكلات العصر البيئية ، والتي عقد من أجلها الخبراء المؤتمرات الكثيرة ، ونشرت أبحاث متعددة تحذر من عواقبها الوخيمة ، وهؤلاء الخبراء يُعزون هذا الارتفاع في الحرارة لما تسببه المصانع ، ومحطات الطاقة ، وعوادم السيارات من غازات تتراكم في غلاف الأرض ، مما يسبب ارتفاعاً لحرارة الهواء ، وحرارة المحيطات ، وينذر ذلك بذوبان الجليد وتدفقه في الأرض ، مما يتوقع أن يغير ذلك من معالم كاملة لبعض الدول ، ومن تغيير كبير في مناخ مساحات شاسعة في الأرض . ولم نجد ما يتعلق بهذا في القرآن والسنَّة إلا حديثاً واحداً ، ذكر بعض العلماء المتخصصين في الشرع والعلوم البيئية أن له تعلُّقاً بالموضوع ، وأقرَّهم على ذلك بعض أبرز الاختصاصيين في العالم ، وهو رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً ، وقد عزوا ذلك إلى تغير كامل في مناخ الأرض ، وهو ذوبان " القطب الشمالي المتجمد " بسبب الاحتباس الحراري . والذي نراه أن رجوع جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً أمر لا شك فيه ، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيكون بسبب الذوبان الجليدي ، فإن علم ذلك عند الله تعالى ، ولكننا نذكر هذا القول استئناساً ، ولأنه قد قيل من قبل اختصاصيين من مسلمين ، وكفار . والحديث هو : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157) . والمروج : هي الأرض الواسعة كثيرة النبات . 1. قال الدكتور " زغلول النجار " – وفقه الله - : "وهذا الحديث الشريف من المعجزات العلمية التي تصف حقيقة كونية لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين ، حين ثبت لهم بأدلة قاطعة أن " جزيرة العرب " كانت في القديم مروجاً وأنهاراً , كما تشير الدراسات المناخية إلى أن تلك الصحراء القاحلة في طريقها الآن للعودة مروجاً وأنهاراً مرة أخرى , وذلك لأن كوكب الأرض يمر - في تاريخه الطويل - بدورات مناخية متقلبة تتم على مراحل زمنية طويلة ومتدرجة - كما قد تكون فجائية , ومتسارعة . وتشير الدراسات المناخية إلى أننا مقدمون على فترة مطيرة جديدة ، شواهدها بدايات " زحف للجليد " في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب , وانخفاض ملحوظ في درجات حرارة فصل الشتاء . وإشارة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفترة الجليدية في حديثه الكريم (حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) : مما يشهد له بالنبوة ، وبالرسالة , وبأنه عليه الصلاة وأزكى التسليم كان دوماً موصولاً بالوحي , ومُعَلَّمًا من قِبَل خالق السماوات والأرض" انتهى باختصار ، من : http://www.eqraa.com/forums/index.php?showtopic=3687 2. وقال الشيخ عبد المجيد الزنداني – وفقه الله - : "العالم البروفسيور " الفريد كرونير " من أشهر علماء الجيولوجيا في العالم ، حضر مؤتمراً جيولوجيّاً في كلية " علوم الأرض " في جامعة " الملك عبد العزيز " ، قلت له : هل عندكم حقائق أن جزيرة العرب كانت بساتين وأنهاراً ؟ فقال : نعم ، هذه مسألة معروفة عندنا ، وحقيقة من الحقائق العلمية ، وعلماء الجيولوجيا يعرفونها ؛ لأنك إذا حفرت في أي منطقة تجد الآثار التي تدلك على أن هذه الأرض كانت مروجاً وأنهاراً , والأدلة كثيرة ، قلت له : وهل عندك دليل على أن بلاد العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ قال : هذه مسألة حقيقية ، ثابتة ، نعرفها نحن الجيولوجيون ، ونقيسها ، ونحسبها , ونستطيع أن نقول بالتقريب متى يكون ذلك ، وهي مسألة ليست عنكم ببعيدة ، وهي قريبة ، قلت : لماذا ؟ قال : لأننا درسنا تاريخ الأرض في الماضي ، فوجدنا أنها تمر بأحقاب متعددة من ضمن هذه الأحقاب المتعددة ، حقبة تسمَّى " العصور الجليدية " ، وما معنى العصر الجليدي ؟ معناه : أن كمية من ماء البحر تتحول إلى ثلج ، وتتجمع في " القطب المتجمد الشمالي " ، ثم تزحف نحو الجنوب ، وعندما تزحف نحو الجنوب : تغطي ما تحتها ، وتغير الطقس في الأرض , ومن ضمن تغيير الطقس : تغيير يحدث في بلاد العرب , فيكون الطقس بارداً , وتكون بلاد العرب من أكثر بلاد العالم أمطاراً وأنهاراً . قلت له : تأكد لنا هذا ؟ . قال : نعم ، هذه حقيقة لا مفر منها . قلت له : اسمع ، مَن أخبر محمَّداً صلى الله عليه وسلم بذلك ؟ هذا كله مذكور في حديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) مَن قال لمحمد صلى الله عليه وسلم إن أرض العرب كانت مروجاً وأنهاراً ؟! ففكَّر ، وقال : الرومان ! ، فقلت له : ومَن أخبره بأن أرض العرب ستعود مروجاً وأنهاراً ؟ ففكر ، وفكر وقال : (فيه فوق !!) وهنا قلت له : اكتب ، فكتب بخطه : " لقد أدهشتني الحقائق العلمية التي رأيتها في القرآن والسنَّة ، ولم نتمكن من التدليل عليها إلا في الآونة الأخيرة بالطرق العلمية الحديثة ، وهذا يدل على أن النبي محمَّداً صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى هذا العلم إلا بوحي علوي " . والله هذا الألماني ما مرَّ بيني وبينه سوى ساعتين ونصف ساعة حتى قال هذا كله ، وهذا عملاق من عمالقة العلم ، ويكتب هذا ، ويقره ، وهذا يدل على أن هناك عِلماً واحداً ، وحقيقة واحدة ، وإلهاً واحداً" انتهى باختصار من : http://www.science4islam.com/index.aspx?act=da&id=133 والله أعلم السؤال
أقرأ في بعض المنتديات أن جميع علامات الساعة الصغرى قد ظهرت ، ويكتبون بأنه لم يبق شيء عن قيام الساعة ، فما مدى صحة كلامهم ؟ .
نص الجواب
الحمد لله يقسِّم بعض العلماء علامات الساعات إلى كبرى ، وصغرى ، ويقسمها آخرون إلى ثلاثة أقسام ، ويجعلون بينهما " وسطى " ، ويمثلون له بخروج " المهدي " . وعلامات الساعة الصغرى يصلح تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها انقضى ، وقسم لا يزال يتكرر ، وقسم لم يحدث بعدُ . وفي ظننا أن هذا التقسيم هو الذي يكون فيه إجابة الأخ السائل عما يتكرر من الكلام في أن أشراط الساعة وعلامات الصغرى قد انقضت كلها . وقد حصر هذه الأقسام بأحاديثها : الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله في كتابه القيِّم " القيامة الصغرى " ، وسنحاول تلخيص المواضع التي خارج السؤال ، ونبسط القول في مبحث موضوع السؤال . قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - حفظه الله - : والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم وقع ، وقسم لم يقع بعدُ ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى ، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة ، بل يبدو شيئاً فشيئاً ، وقد يتكرر وقوعه وحصوله ، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي . ولذلك سنعقد لعلامات الساعة أربعة فصول : الأول : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت . الثاني : العلامات الصغرى التي وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يتكرر وقوعها. الثالث : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد . الرابع : العلامات الكبرى . أ. علامات الساعة التي وقعت : ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ، ولن يتكرر وقوعها ، وهي كثيرة ، وسنذكر بعضاً منها : 1. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته . 2. انشقاق القمر . 3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببُصرى – بلدة في الشام - . 4. توقف الجزيَة والخراج . ب. العَلامَات التي وقعت ، وهي مستمرة ، أو وقعت مَرة وَيمكن أن يتكرّر وقوعُها : 1. الفتوحَات والحروب . وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما مصداقاً ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) – رواه أحمد ( 28 / 154 ) وصححه محققو المسند - . 2. قتال الترك والتتر . 3. إسناد الأمر إلى غيَر أهله . 4. فسَاد المسلمين . 5. ولادَة الأمّة ربتها ، وَتطاول الحفَاة العراة رعَاة الشاة في البنيان . 6. تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة . 7. الخسف والقذف وَالمسخ الذي يعَاقب اللَّه به أقواماً من هَذه الأمّة . 8. استفاضة المَال . 9. تسليم الخاصَّة ، وفشو التجَارة ، وقطع الأرحََام . 10. اختلال المقاييس : أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يُقَوَّم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويرد على الصادق خبره ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويخون الأمناء ويتهمون ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس ، فلا يقدمون إلا الآراء الفجّة ، ولا يهدون إلا للأمور المُعْوجة ، فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ) ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : ( الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) – رواه ابن ماجه ( 4036 ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " - . 11. شرطة آخر الزمَان الذين يجلدون الناس . ج. العلامَات التي لم تقع بَعدُ : 1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم ( 157 ) . وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار ، وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا ، وإما بسبب تغير المناخ ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل ، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً ، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء ، وهذا هو الأظهر ، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل . 2. انتفَاخ الأهلّة : من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) – رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5898 ) . وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) - رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5899 ) . 3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ : روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ ) ، فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند . 4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب : روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) ، وفي رواية : ( يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ) . وفي رواية عند مسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) . ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) . ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب . والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء . 5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة : روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ) . وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ، وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته " . وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه . 6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة : من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة . عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ ) – رواه أبو داود ( 4250 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - . والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو . وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر . 7. إحراز " الجهجَاه " الملك : الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك ، وهو شديد القوة والبطش ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ ) رواه البخاري ( 3329 ) ومسلم ( 2910 ) . وفي رواية لمسلم ( 2911 ) : ( لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ " ) . ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول ، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي ، ففي سنن الترمذي ( 2228 ) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ " ) . والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك . 8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء : عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) – رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) – واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - . والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها . والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله . والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير . وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه . والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها . 9. خروُج المَهدي : ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة ، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلاً ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً ، ومن الأحاديث التي وردت في هذا : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ) رواه الترمذي ( 2230 ) وأبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( 4282 ) قال : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) . " القيامة الصغرى " ( 137 – 206 ) باختصار ، وتهذيب . وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة . والله أعلم
شبهة حول تكاثر الشر
بمرور الأعصار
السؤال
في صحيح البخاري (7068) عن الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ : " أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ : اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ "، فالمعني للحديث حتي يزول الفهم الخاطيء أنه يتعارض مع الحديث الآخر ، عن حذيفة قال : " يا رسول الله كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعم ) ، قال حذيفة : فهل بعد هذا الشر من خير ؟ قال: ( نعم وفيه دخن ) " ، فهنا في حديث حذيفة رضي الله عنه فيه جاء الخير بعد الشر ، وأيضا مثال لدولة العبيديين ، أو الدولة المسماة الفاطمية زورا فقد عاش الناس وقتها في شر وتبديل للدين إلى أن جاء صلاح الدين فأعاد بفضل الله تعالي مصر سنية فصار الزمان الذي جاء بعد الشيعة العبيديين خير من زمانهم فكيف يتم التوفيق بين الحديثين وتعاقب الزمان
نص الجواب
الحمد لله
روى البخاري في صحيحه (7068).عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: ( اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ. سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
وهذا الحديث يثبت أن كل زمان بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الشر أكثر من الزمن الذي سبقه .
وفي مقابل هذا : صحّ أنه بعض الأزمان كان يظهر فيها من الشر أقل من الزمن الذي سبقها، كعهد خلافة عمر بن عبد العزيز مقارنة بالفترة التي سبقته والتي شهدت إمارة الحجاج وما كان فيها من الظلم. وكذلك ما أخبر به الوحي عن فترة المهدي في آخر الزمان، فهي خير من الفترة التي تسبقها.
وقد أجاب أهل العلم عن هذا الإشكال بما حاصله:
أن هذا نص عام، ولا يمنع هذا من وجود أزمان مخصوصة من هذا العموم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" وقد حمله الحسن البصري على الأكثر الأغلب، فسئل عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج فقال لا بد للناس من تنفيس " انتهى، من "فتح الباري" (13 / 21).
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
" إن قال قائل: ما وجه هذا ونحن نعلم أنه جاء بعد الحجاج عمر ابن عبد العزيز، فبسط العدل وصلح الزمان؟ فالجواب: أن الكلام خرج على الغالب، فكل عام تموت سنة وتحيا بدعة، ويقل العلم، ويكثر الجهال، ويضعف اليقين، وما يأتي من الزمان الممدوح نادر قليل " انتهى، من "كشف المشكل" (3 / 295).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" فهذا الحديث ينبغي أن يفهم على ضوء الأحاديث المتقدمة وغيرها؛ مثل أحاديث
المهدي، ونزول عيسى عليه السلام؛ فإنها تدل على أن هذا الحديث ليس على عمومه؛
بل هو من العام المخصوص، فلا يجوز إفهام الناس أنه على عمومه، فيقعوا في
اليأس الذي لا يصح أن يتصف به المؤمن؛ ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ).
أسأل الله أن يجعلنا مؤمنين به حقا " انتهى، من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1 / 36).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" أما حديث: لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه : فهو محمول على الأغلب ؛ فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله، كما جرى في زمان عمر بن عبد العزيز ؛ فإن زمانه أحسن من زمان سليمان والوليد، وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة، وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. " انتهى، من "مجموع فتاوى ابن باز" (25/104) .
وقيل : إن نسبة الشر ينظر إليها من خلال مجموع العصر، وليس بالنظر إلى بلدة أو جماعة معينة ونحو هذا.
فمجموع عصر الحجاج ابن يوسف ، وإن كان فيه شر وظلم ، فهو خير من مجموع عصر عمر بن عبد العزيز وإن عرف بالعدل، لأن عصر الحجاج من ضمن عصر الصحابة، حيث عاش فيه عدد منهم كعبد الله بن عمر بالخطاب وأنس بن مالك رضوان الله عليهم أجمعين، أما عصر عمر بن عبد العزيز فقد خلا من الصحابة.
والعصر الذي وجدت فيه الدولة الفاطمية فإن مجموع ذلك العصر خير من الذي بعده، فذلك العصر كان فيه من أهل العلم والصالحين الذين يتعلم منهم الناس ، ويقتدون بهم : من لم يوجد مثلهم فيما جاء بعد ذلك من الأعصار، فذهب بذهابهم خير كثير.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر ؛ فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء ، وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا، والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده ، لقوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني وهو في الصحيحين " انتهى، من "فتح الباري" (13 / 21).
وقال أحمد بن إسماعيل الكوراني رحمه الله تعالى:
" وعندي أن المراد من الزمان ليس نفس الزمان وذلك ظاهر، ولا الأمراء وأرباب الولايات، ولا كل فرد من أفراد الناس، بل الغالب كما أشار إليه بقوله: ( خير القرون قرني ) فإنه أراد الغالب ... في كل قرن كان يزداد من ظهور الزنى وشرب الخمر وأنواع البدع .
والإنسان إذا تأمل من أول عمره إلى آخره يرى تفاوتًا ظاهر في الناس، فإن الغالب فيما رآهم في أول عمره : خير من الذين رآهم آخره " انتهى، من "الكوثر الجاري" (11 / 14).
والله أعلم.
|
الشيخ محمد بن صالح
العثيمين:
تعليقات
إرسال تعليق